تمت الأضافة للسلة بنجاح
الوساطة وأثرها في حل المنازعات
الوساطة وأثرها في حل المنازعات

قدم فضيلة د. سلمان بن صالح الدخيل، عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، بحثًا بعنوان: (الوساطة وأثرها في حل المنازعات)، ضمن بحوث العدد السادس من مجلة قضاء، قسمه في مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.

أما المقدمة فبين فيها أهمية البحث وأسباب اختياره وأهدافه والدراسات السالفة فيه وما يضيفه ومنهاجيته وخطته.

وأما التمهيد فجَلَّى فيه حقيقة الوساطة فعرفها لغة واصطلاحا، وذكر ثلاثة تعريفات يدور المتعلق منها بالبحث حول السعي لمساعدة أطراف النزاع للتوصل إلى وفاق ينهي الخلاف.

ثم تناول الألفاظ ذات الصلة؛ فذكر:

- الصلح؛ وبين أنه معاقدة ينتهي بها النزاع بين المتخاصمين، وعلاقته بالوساطة علاقة الوسيلة بالغاية.

- التحكيم؛ وذكر ما حاصله أنه تولية باتفاق الخصوم لمن يفصل في المنازعة بينهم، وذكر فروق الوساطة معه وعد منها أن عمل الوسيط تقريب وجهات النظر لا الفصل، وأن التنازل في الوساطة رضائي وفي التحكيم إلزامي.

ثم تحدث في هذا المبحث عن أهمية الوساطة وأهدافها، أما أهميتها فساق عليها ثلاثة أنواع من الأدلة؛ الأول: في فضلها في الشرع وعد فيه ستة أوجه تدور على مكان الإصلاح بين الناس في الشرع، والثاني: ما فيها من العصمة من القضاء غير الشرعي في بعض المجتمعات، والثالث: مزاياها التي تجعلها وسيلة فصل في المنازعات مرغوب فيها. ثم أتبع ذلك بذكر جملة من أهداف الواسطة التي قد ترجى أو تطلب بها.

وأما المبحث الأول فجعله تأريخًا للوساطة عند الأمم السالفة بدءا من الإغريق ومرورا بالعرب في جاهليتهم، ومن أشهر ذلك ما كان سببا في إنهاء داحس والغبراء بواسطة الحارث بن عوف وهرم بن سنان، ثم في عصر النبوة، وذكر فيه بعد النصوص الحاثة على الإصلاح حوادث كحادثة الرجل الذي خاصم الزبير في السقي عند شراج الحرة، ثم ذكر الوساطة عند فقهاء الإسلام، وفي واقعنا المعاصر.

ثم عرض تطورها من جهة التقنين والتخصص والامتنان والتنظيم الإجرائي وثنى بأنواعها المعاصرة، وهي قضائية يقوم بها القاضي ناظر القضية، وخاصة يقوم بها أهل الخبرة في إدارة الوساطات واتفاقية يقوم بها وسيط مختار.

ثم ذكر الأسس التي تقوم عليها، وهي السرية والحيادية (الإنصاف)، والسرعة، وحرية الانسحاب منها إلى القضاء.

ومراحل إعمالها؛ فتبدأ بإحالة النزاع للوساطة واختيار الوسيط، ثم مقدمة يعرف فيها بأطرافها، وبعض إجراءاتها، وبما يبعث فيها الثقة من نحو سريتها ومنافعها وحياد الوسيط وبيان حدود عمله وما يستلمه من أدب حوار ونحو ذلك، ثم تعقد جلسة مشتركة يبدي فيها المدعي دعواه محررة والمدعى عليه دفاعه ويبدي الوسيط ملاحظاته، ثم تكون اجتماعات مغلقة فردية -وهذه لا تكون عادة في القضاء والتحكيم-، ثم بعد ذلك تأتي التسوية.

وما يرجى من نتائجها هو اتفاق يصادق عليه ويكتسب بذلك ما تكتسبه الأحكام القطعية من وجوب التنفيذ، وفي حال عدم الاتفاق، يحفظ ما كان في محضر ضبط، وإن كانت الوساطة خاصة يرفع تقرير إلى الجهة القضائية بالمتحصل.

أما المبحث الثاني فجعله للأحكام الفقهية المتعلقة بالوساطة وبدأها بحكم الوساطة، وهو المشروعية بالكتاب والسنة والإجماع وفصل الأدلة من ذلك.

وذكر فضلها، ثم عقد مطلبًا لحكم الشروط في الوساطة، وبحث فيه حكم شرط المعاوضة في الوساطة، وقرر أنه جائز يكيف بحسب الصيغة المشترطة؛ إما إجارة إن كانت مقابل بذل العناية، أو جعالة إن كانت مقابل تحقيق الغاية.

ثم بحث شرط سرية مداولاتها وعدم الشهادة بما قيل في جلساتها، وخرج حكمه على شهادة المستخفي، ورجح منع قبول شهادته، وفرع عليه ترجيح وجوب الالتزام بسرية المداولات في الوساطة، وقدح شرط سريتها في شهادته إن وقعت.

ثم بحث حكم الكذب في الوساطة للإصلاح بين الناس، وقرر جوازه.

أما المبحث الثالث فتناول فيه تطبيقات الوساطة وأثرها في إنهاء المنازعات، فتحدث أولا عن تطبيقها في عصر ما قبل الرسالة عند العرب وذكر فيه ما كان من الوساطة في حرب البسوس، وما كان منها في حرب داحس والغبراء، ثم تحدث ثانيا عن تطبيقات إسلامية تاريخية فذكر الوساطة في صلح الحديبية وفي فتح القدس صلحًا على يد أمير المؤمنين أبي حفص -رضي الله عنه- ثم في عهد علي -رضي الله عنه- في خبر التحكيم إبان صفين، ثم في صلح الحسن مع معاوية -رضي الله عنهما-، ثم ما كان من شأن صلاح الدين مع الإفرنج، ثم ثلث بذكر تطبيقات معاصرة كتنظيم مراكز المصالحة بالمملكة وذلك في قرار مجلس الوزراء (١٠٣) بتاريخ ٨/٤/١٤٣٤هـ، ثم القرار (٥٣٧٩٢) بتاريخ ٢٧/٧/١٤٣٥هـ، وكذلك تفعيلها في الأردن منذ عام ٢٠٠٦م، ثم ذكر تطبيقاتها في بعض البلدان الأجنبية وهي أمريكا والمملكة المتحدة واليابان.

ثم ختم بخاتمة لخص فيها النتائج، وقدم فيها جملة توصيات، تتلخص في نشر ثقافة إصلاح ذات البين، وتفعيل الوساطة في المحاكم، والكتابة العلمية في فقهها، ودراسة تجارب المصلحين في التاريخ لا سيما سيدهم صلى الله عليه وسلم، وأخيرًا استقصاء التجارب المعاصرة الناجحة والاستفادة منها. والله الموفق.

 

للقراءة والتحميل اضغط هنا

بيانات الكتاب

المؤلفين: د. سلمان بن صالح الدخيل

عدد الصفحات: 113

السعر : مجاني